شعر سيرة النبى .........

سيرة النبي الياس الجزء الخامس ( 5)

فلقد غزت أحد الثغور قبيلةٌ***أسيافها في الحادثاتِ وباءُ

آرامُ من حجب السماء غبارها***ودوتْ برد طبولها الأرجاءُ

سأل المليكُ الضيفُ:هل تغزو معي؟** فأجابَ إنا للوفا أمناءُ

جيشي كجيشك لاتهب وسيوفنا***عنكم تقاتلُ جهدها وقِناءُ

دوَّى النفير فأرعدتْ أصداؤها***وعلا العجاجُ وهاجتِ الهيجاءُ

فاستبدل الملك الجبانُ لباسه*** حتى يُضِّعَ شخصه الأعداءُ

لكنَّ سهمَ الله حطَّ بقلبه *** إذْ ليسَ للجاني الرجيم نجاءُ

فهوى يعضُ على البنان ندامة** فتخضَّبتْ بدمائه الغبراءُ

مرَّتْ بها بعد الوقيعة أكلبٌ***فحستْ دماه الأكلبُ العفراءُ
=========
وعلا على العرشِ المقوض أخْزِيا***في نفسه كفر المليك وداءُ

عبدَ الحجارةَ لم يُمجِّدْ ربهُ *** كفرَ الملوكُ بربِّهم وأساءوا

من كوةٍ في القصر أوقعه القضا**ومضى الزمان ولم ينلهُ عفاءُ

بعث الوفود لتستشير إلههُ *** فمضوا ولكنْ بعد حينٍ جاءوا

قالوا رأينا حين سرنا أشعراً***مُتَمنطقاً جلداً عليه رداءُ

قال أرجعوا لمليككمْ قولوا له**يا أخزيا قد حلتْ الضراءُ

أبعثتَ تطلبُ من زبوب لك الشفا؟**ومن الإله الواحد الإشفاءُ

لن تنزلنَّ عن السرير قد انقضتْ**يا ابنَ الغوي أيامك السوداءُ

صاحَ المليك: لَذاكَ إلياس النبي!** يا قادة الخمسين يا نجباءُ

هاتوه حيَّاً سوف أسحق رأسه**هيا ومني يا رجالُ كِفاءُ

وأتى النذير وقال: حيٌّ ربنا ** بالنار عجَّ الجوُّ والأنحاءُ

نزلتْ فأفنت قائدين فرحمة ***بالثالث المسكين فهي فناءُ

جُنَّ المليك وصاح يأمر ثالثاً**يا قائدي المقدام أنت رجاءُ

هيا إلى ذاك اللعين وهاتهُ** واليك مني فضةً وعطاءُ

فمضى إلى إلياسَ يضرعُ جاثياً**قال أرحَمَنْ فالأنبيا رحماءُ

إن شئت فلأُكرم بعينك ولنسرْ ***وأنا وصحبي للنبيِّ فداءُ

فمشى النبيُّ إلى المليك وصاح:يا***غاوٍ تَسَمَّعْ فالكلامُ قضاءُ

لن تنزلنَّ عن السريرقد انقضتْ***يا ابن الغوي أيامك السوداءُ

فقضى المليك لتوِّهِ فتخلصتْ***من شره الأمواتُ والأحياءُ
============
يتبع في الجزء السادس

مشاركة الصديق " أبو عاصم"

لقراءة باقي الاجزاء تم نشرها سابقاً